هدرة .. رئتي كعكازٍ .. وأمضي؟

خاطرة اعجبتني
للكاتب اليمني الرائع فكري قاسم
أصير تافهاً جداً ــ دون أن أشعرــ
حينما أتحدث عن الصدق وأكذب على نفسي!!
أصير مشاغباً جداًــ دون أن أشعرــ حينما أكتب بهدوء.
أصير صغيراً جداً ـ دون أن أشعر ـ حينما أظنني أتعامل مع واحد كبير!
ثمة أشخاص تراهم كذلك، أنسى، بعضهم لا يستحق.

أصير خائناًــ دون أن أشعر ــ حينما أخلص لفكرة الحُب!!
أصير جباناً جداً ــ دون أن أشعر ــ حينما أفكر مثلاً بأشياء لي! لأخي!
لماذا حينما يكون الأمر متعلقاً بنا نفقد القُدرة على الكلام؟!

أصير كسولاً جداً ـ دون أن أشعر ـ حينما أتحمس لأشخاص عادة ما أكتشف أن
الواحد منهم لا يعدو أكثر من كونه بالونة كلام؟!
أصير أعصاباً متوترة ـ دون أن أشعر ـ حينما أبالغ باحترام مهنة أفقدتنا
الهدوء!!
أصير تُهمة شطرية ـ دون أن أشعر ـ حينما أتعاضد مع "الخيواني" وأنسى "عُمر
بن فريد!!"
أصير تُهمة مناطقية ـ دون أن أشعر ـ حينما أكتب عن تعز، وأعبر من فوق
اعتصامات الضالع!!
أكون وحيداً جداً - دون أن أشعر - وأنا أناطح الكُل لأجل الكُل!!
أكون كُتلة إنهاك دون أن أشعر، أو أحداً يشعر.
أصير عجوزاً جداً ـ دون أن أشعر ـ حينما يتعكزني كل
الذين أحُبهم، وحين أكُح، أتعكز رئتي كالعادة وأمضي.
أكون انفصالياً جداً ــ دون أن أشعرــ حينما أتحدث عن الوحدة كقرص أسبرين!
أكون وحدوياً جداً ـ دون أن أشعر ـ حينما تبتسم زوجتي وهي تقرأ الجريدة، مع
أن كل الجرائد نكد!!
أكون انقلابياً جداً ـ دون أن أشعر ـ حينما أقلب قناة mbc(2) بدلاً عن قناة
لُطف الخميسي.
أصير عاقلاً جداً ـ دون أن أشعر ـ حينما أًُصادق مجنوناً!!
أكون مجنوناً للغاية ـ دون أن أشعر ـ حينما أراهن على عقل السلطة، أو مروءة
المعارضة!!
كلاهما إسفنجة تمتص عمرك يا بليد!!
أصير عُملة تالفة ـ دون أن أشعر ـ حينما أشتاق لأناس لا
يستحقون ذلك!
أكون حزيناً جداً ــ دون أن أشعرــ أو أحداً يشعر، حينما أضحك، أضحك ، ولا
أنام.
أصير كذاباً بارعاً ـ دون أن أشعر ـ حينما يسألني أحدهم: كيف حالك؟ وأقول
"بخير"..
أصير متعافياً جداً ـ دون أن أشعر ـ حينما أسمع فيروز
تغني "تَعْ تَانتخبى ، من درب الأعمار"..
أصير كُل ذلك ــ دون أن أشعر ــ بأن حياتي من دوني رُبما تكون أفضل؟!.